أصدر للشاعر والمناضل الحقوقي وأستاذ الفلسفة السابق علي يكن، في غضون هذه السنة (2010)، ترجمة إلى اللغة الفرنسية، لمائة وثلاثين (130) مقطوعة شعرية أمازيغية (إزلان)، ضمن منشورات مطبعة بنلفقيه بالرشيدية، في 72 صفحة من القطع الصغير (حجم الجيب). غلاف الإصدار من تصميم إبراهيم السبيطي
الكتيب يحمل عنوان
"هاك هُدبي" .ه ma frange,la voici..
وهو بعنوان فرعي أمازيغي
"هياك تاونزا" .ه
ويشتمل، علاوة على مقدمة المؤلف والأشعار المترجَمة، على ملحق يتضمن تقديما بعنوان: "من الشفاهية إلى الكتابة"، للشاعرة الفرنسية: سيسيل غيفارش، العاشقة لأشعار الشعوب والمهتمة بتلاقح الثقافات، وكذا حوارا أجرته نفس الشاعرة مع الأستاذ يكن حول الشعر والثقافة الأمازيغيين
"تـُستثمَر أشعار "إزلان" في كل المناسبات، يقول المؤلف في المقدمة، في الحصاد والدرس وتلقيح النخل والرِّحِي وحفلات الإعذار وطقوس الزواج... الخ . وأحيانا تأخذ شكل سلسلة من المناظرات الخطابية بين الشعراء المنشِدين في الأمسيات الراقصة لـِ"أحيدوس" و"أحواش". الموضوعات (الثيمات) التي يتم تناولها فيها (في الأشعار)، مختلفة: الحب، فراق العشاق، الهموم الحياتية اليومية، القضايا السياسية، الاعتقال، الظواهر الطبيعية، المبادئ الدينية... الخ." (ص: 6) .ه
وتقول سيسيل غيفارش في تقديم الحوار مع يكن
"ما يدهشني أن هذه اللغة وهذه الثقافة (الأمازيغيتين)، تكونان دائما متأصلتين في جذورهما . لنأخذ مثلا شعبَي الأنكا والأزطيك : فبعد عدد من القرون على الأسبَنة (من الأسبان)، فإنهما يحتفظان، فقط، ببعض النـُّتف من ثقافتهما . وليس الحال كذلك، بالنسبة للأمازيغية . فسكان هذه الربوع (المغربية) عرفوا كيف يقاومون، ويحافظون على هويتهم الثقافية، تلك الهوية ينضح بها الإنسان الأمازيغي الحر، ويجعلها تحيا في كل الأنحاء، في هذه الأراضي الجدباء، وهذه الجهات الجبلية التي لا يستطيع الإنسان إلا أن ينبهر أمام جمال مناظرها ووجوهها ..." (ص:58-59) .ه
يقول أحد إزلانات الإضمامة
"لو كنتُ طائرا،
لو كان لي جناح الريح،
لحلـّقت خلف الذّرى
برفـَّة واحدة
لتملي حبيبي من جديد" .(ص: 32) ه
ويقول آخر
"الحب هو الذي يدفعني إلى الحديث
وليست شهوة حشر الأنف
في زوايا الكلمات
فأنا أبكي الدم
أحب أن أصادق السباع
أن أحيا في قلب الغابة
لوحدي، بعيدا عن الآخرين
إلا عمن أهواها" . (ص:11-12) ه
يضم الإصدار أيضا هوامش غنية تشرح وتوضح وتلقي أضواءً على ظروف وحيثيات قرض الإزلانات وعلى مبدعيها (المعروفين أو المجهولين) وطقوس إنشادها .ه